المنطق هو العلم الذي يدرس القواعد والقوانين العامة للتفكير الإنساني الصحيح. ويُستخدم المنطق لمعرفة ما إذا الشيء صحيحاً أو خاطئاً. مثال للمنطق:
كل البشر هالِكون. عمار من البشر. إذاً، عمار هالِك.
الحجة المنطقية
تتكون الحجة المنطقية من معطيات ونتيجة، فالمعطيات في المثال السابق هي “كل البشر هالكون” و “عمار من البشر”، وأدت هذه المعطيات إلى النتيجة “إذاً، عمار هالك”.
من جمال الحُجج المنطقية كونها… منطقية! فالمنطق إلى حدٍ ما مِثل الرياضيات. ففي الرياضيات ١ + ١ لابد أن يساوي ٢ وإن كان هناك اختلاف في هذه النتيجة فبموضوعية وحسم يمكن الوصول إلى الحل الصحيح. إذا كان هناك شخصان يعملان على مسألة رياضية و وصلا إلى حلين مختلفين، كيف من الممكن ان يتصرفا؟ هل يجب أن كلا الطرفين يدافعان عن إجابتهما بكل شراسة؟ أو كلاً منهما يتفحص حل الأخرى لمعرفة ما إذا كان حل أحدهما أو كليهما يحتوي على خطأ، و من ثم تعديل الخطأ للوصول إلى الإجابة الصحيحة؟
الحجج المنطقية تتبع نفس الأسلوب، إذا وصل شخصين إلى نتيجة مختلفة إذاً أحدهما، أو كلاهما، مخطئين. لا يمكن أن تكون نتيجة كل منهما صحيحة. هذا يعني ان أحدهما أو كليهما استخدما معطى خاطئاً في حجتهما، ويجب عليهما تفحص معطيات الآخر للبحث عن الخطأ.
الحجج المنطقية لا تعمل إلا على حقائق موضوعية، فلا يمكن استخدام المنطق في المشاعر أو تقييم شيء ما مبني على أساس عاطفي أو نفسي. مثلاً لا يمكن لأحد أن يثبت منطقياً أن اللون الأحمر أجمل من اللون الأصفر، فلكل إنسان قيم جمالية يحكم على الأشياء من خلالها. لكن هنالك قيمة وفائدة في معرفة ما إذا كانت الحجة تحتوي على رأي مبني على أساس عاطفي، لتفادي النقاش اللا منتهي وغير الموصِل لنتيجة منطقية.
هيكل الحجة المنطقية
سواء كنّا واعين بها أم لا، كل حججنا تتبع هيكلاً بسيطاً. تبدأ الحجة بمعطى أو بمعطيات لتكون حقائق نتخذها كنقطة بداية، ويتم تطبيق مبدأ منطقي للوصول إلى نتيجة منطقية. الهيكل هو كالتالي:
المعطى الأول: إذا كان إبراهيم أكبر من احمد، المعطى الثاني: و أحمد أكبر من عمار، تطبيق المبدأ المنطقي: إذاً، (العلاقة المتعدية) الإستنتاج: إبراهيم أكبر من عمار.
تكون الحجة المنطقية سليمة إذا كانت المعطيات صحيحة، وإذا كانت كل المعطيات صحيحة لابد أن تكون النتيجة صحيحة أيضاً. لكن إذا كان أحد المعطيات خاطئاً فالنتيجة لابد من أن تكون خاطئة. من المهم التنويه أن من الممكن أن تكون المعطيات خاطئة أو الحجة المنطقية غير سليمة للوصول إلى نتيجة قد تكون لأسباب أخرى صحيحة ومثال على ذلك:
الحيوانات إما أنها تعيش في المياه أو تعيش في اليابسة. الغزال لا يعيش في المياه، إذاً، الغزال يعيش في اليابسة.
في المثال السابق المعطى الأول خاطئ لأن هناك حيوانات برمائية تعيش في المياه واليابسة، ومع ذلك النتيجة صحيحة.
تقسيم الحجة إلى عناصر كما هو موضح سابقاً في هيكل الحجة، هو تمرين مفيد جداً يعطينا القدرة على فحص حجتنا و حجج الآخرين و تحليلها تحليلاً نقدياً لمعرفة ما إذا كانت سليمة أم لا. وهذه الطريقة تساعدنا على تقويم التفكير، وتفادى الانحياز الفكري، و صنع حجج قوية.
تفحص معطياتك
كما ذُكر في الأعلى، لتكون الحجة سليمة لابد من أن تكون كل المعطيات صحيحة ففي أغلب الأحيان، يصل شخصان مختلفان إلى نتيجة مختلفة لأنهما بدأا من معطيات مختلفة، لذلك لابد من تفحص معطيات كلا الحجج.
هناك ثلاثة أنواع من المشاكل المحتملة:
- الأولى، و هي الأكثر وضوحاً، أن أحد المعطيات خاطئاً، مثلاً:
إن لم تعمل السيارة فلا يوجد وقود. السيارة لا تعمل. إذاً، لا يوجد وقود.
المشكلة في هذه الحجة ان المعطى الأول غير صحيح، هناك أسباب كثيرة تجعل السيارة لا تعمل، انتهاء البطارية مثلاً.
- الثانية، استخدام معطيات لا مبرر لها. المعطى قد يكون صحيحاً لكن لم يتم التأكد منه لتُبنى عليه الحجة، ففي أغلب الأحيان نختار المعطيات الأفضل لنسند عليها الإستنتاج الذي نريد الوصول إليه. في الواقع، التجارب النفسية تشير إلى أن أغلب الناس يبدؤون من الإستنتاج ومن ثم يختارون – بعملية عكسية – المعطيات التي تسند هذا الإستنتاج، عملية تسمى بالمَنْطَقَة.
إحدى طرق حل هذه المشكلة أن يتم التصريح عن المعطيات التي افترضنا صحتها لتكون معلومة ومن ثم يتم نقدها واختبار صحتها.
- الثالثة، وهو الأصعب من ناحية التحقق منه وهو عدم ذكر أحد المعطيات، مثلاً:
آثار غاز أمونياك وجدت في الغلاف الجوي للمريخ. إذا لابد من وجود الحياة على المريخ.
المعطى الخفي هنا هو غاز أمونياك لا ينتج إلا من الأشياء الحية
. ويكون عدم ذكر المعطى لأسباب منها مثلاً الكسل، وضوح وبساطة المعطى فلا يحتاج إلى توضيح، الجهل، الخبث، الخ…